

نتنياهو يتمسك باحتلال غزة خشية سقوط حكومته وسط تصاعد الضغوط الداخلية والدولية
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، نقلًا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ماضٍ في تنفيذ العملية العسكرية المسماة "عربات جدعون 2"، والتي تستهدف إعادة احتلال مدينة غزة، رغم الضغوط المتزايدة التي يواجهها من الداخل والخارج.
وبحسب مصدر عسكري تحدث للصحيفة، فإن نتنياهو يرى أن مستقبل حكومته مرتبط بمآلات هذه العملية، حيث يدرك أن التراجع عنها سيقود إلى تفكك الائتلاف الحاكم وربما انهياره بشكل كامل. وأضاف المصدر أن الانطباع السائد داخل المؤسسة العسكرية هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مصمم على المضي حتى النهاية، مهما كانت الكلفة السياسية والعسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال يستعد لمعارك قد تمتد لعدة أشهر داخل قطاع غزة. ومن المقرر أن تبدأ عملية تعبئة واسعة لقوات الاحتياط على مراحل، بدءًا من الأسبوع الجاري، ثم في نوفمبر وديسمبر ويناير المقبل، ما يعكس الاستعداد لمرحلة قتال طويلة الأمد. كما تعمل القيادة العسكرية على إعادة تأهيل الوحدات المقاتلة لضمان جاهزيتها الكاملة.
ووفقًا للتقديرات العسكرية، فإن المرحلة الجديدة من العملية بدأت بالفعل، مع توقعات بعودة قوات الاحتلال إلى مواقع استراتيجية داخل مدينة غزة، أبرزها مستشفى الشفاء، ساحة فلسطين، أنقاض المجلس التشريعي، بالإضافة إلى السيطرة على شوارع رئيسية مثل الوحدة وصلاح الدين وعمر المختار.
وفي سياق الاستعدادات الميدانية، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "معا" بأن جيش الاحتلال بدأ التواصل مع مديري المستشفيات في مدينة غزة، وطالبهم بوضع خطط لإخلاء المرضى ونقلهم إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب القطاع. وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة أوسع لإعادة انتشار القوات وتوسيع نطاق العمليات.
ويرى مراقبون أن تمسك نتنياهو بالخيار العسكري في غزة يعكس حجم الأزمة السياسية التي يعيشها، إذ يواجه ضغوطًا من المعارضة الإسرائيلية، إلى جانب ضغوط دولية متزايدة لوقف العمليات العسكرية. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبدو متمسكًا برؤيته القائلة بأن السيطرة على غزة هي السبيل الوحيد للحفاظ على موقعه السياسي وتماسك حكومته.
